جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الغیبة (1)

زمان مطالعه: 10 دقیقه

1 – الصدوق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسین بن یوسف البغدادى، قال: حدثنى الحسین بن أحمد بن الفضل امام جامع أهواز، قال: حدثنا بکر بن أحمد بن محمد ابن ابراهیم القصرى غلام الخلیل المحلمى؛ قال: حدثنا الحسن بن على محمد بن على بن موسى؛ عن على بن موسى، عن أبیه موسى بن جعفر بن محمد علیهم السلام، قال: لا یکون القائم الا امام بن امام و وصى بن وصى(1)

2 – عنه قال: ابى‏ رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن الحسن بن عیسى بن محمد بن على بن جعفر عن جده محمد بن على بن جعفر عن اخیه موسى بن جعفر علیه السلام قال: اذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله فى ادیانکم لا یزیلکم احد عنها یا بنى انه لا بد لصاحب هذا الأمر من غیبة حتى یرجع عن هذا الامر من کان یقول به انما هى محنة من الله عزوجل امتحن بها خلقه و لو علم آبائکم و اجدادکم دینا اصح من هذا لأتبعوه، فقلت: یا سیدى من الخامس من ولد السابع؟ قال: یابنى عقولکم تصغر عن هذا و احلامکم تضیق عن حمله ولکن ان تعیشوا فسوف تدرکوه(2)

3 – عنه، قال: حدثنا على بن أحمد بن موسى رضى الله عنه قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوى قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن عمران البرقى قال: حدثنا محمد بن على الهمدانى، عن على بن أبى‏حمزة، عن أبى‏عبدالله و أبى‏الحسن علیهماالسلام قالا: لوقد قام القائم لحکم بثلاث لم یحکم بها أحد قبله: یقتل الشیخ الزانى، و یقتل مانع

الزکاة، و یورث الأخ أخاه فى الأظلة(3)

4 – عنه قال: حدثنا أبى‏رضى الله عنه قال: حدثنا سعبد بن عبدالله قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب، عن العباس بن عامر القصبانى قال: سمعت أباالحسن موسى بن جعفر علیهماالسلام یقول: صاحب هذا لأمر من یقول الناس: لم یولد بعد.(4)

5 – عنه، قال: حدثنا أبى‏ رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عیسى، عن موسى بن القاسم، عن معاویة بن وهب البجلى؛ و أبى‏قتادة على بن محمد بن حفص، عن على بن جعفر، عن أخیه موسى بن جعفر علیهماالسلام قال: قلت: ما تأویل قول الله عزوجل: «قل أرأیتم ان أصبح ماؤکم غورا فمن یأتیکم بماء معین» فقال: اذا فقدتم امامکم فلم تروه فماذا تصنعون(4)

6 – عنه، قال: حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن ابراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن محمد بن خالد البرقى، عن على بن حسان، عن داود بن کثیر الرقى قال: سألت أباالحسن موسى بن جعفر علیهماالسلام عن صاحب هذا الأمر قال: هو الطرید الوحید الغریب الغائب عن أهله، الموتور بأبیه علیه‏السلام.(5)

7 – عنه، قال: حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن ابراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن صالح بن السندى، عن یونس بن عبدالرحمن قال: دخلت على موسى بن جعفر علیهماالسلام فقلت له: یا ابن رسول الله أنت القائم بالحق؟أ فقال: أنا القائم بالحق و لکن القائم الذى یطهر الأرض من أعداء الله عزوجل و یملأها عدلا کما ملئت جورا و ظلما هو الخامس من ولدى له غیبة یطول أمدها خوفا على نفسه، یرتد فیها أقوام و یثبت فیها آخرون.

ثم قال علیه‏السلام: طوبى لشیعتنا، المتمسکین بحبلنا فى غیبة قائمنا، الثابتین

على موالاتنا و البراءة من أعدائنا، أولئک منا و نحن منهم، قد رضوا بنا أئمة، و رضینا بهم شیعة، فطوبى لهم، ثم طوبى لهم، و هم و الله معنا فى درجاتنا یوم القیامة.(5)

8 – عنه، قال: حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن ابراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن أبى‏احمد محمد بن زیاد الأزدى قال: سألت سیدى موسى بن جعفر علیهماالسلام عن قول الله عزوجل: «و أسبغ علیکم نعمه ظاهرة و باطنة» فقال علیه‏السلام: النعمة الظاهرة الامام الظاهر، و الباطنة الامام الغائب، فقلت له: و یکون فى الأئمة من یغیب؟ قال: نعم یغیب عن أبصار الناس شخصه، و لا یغیب عن قلوب المؤمنین ذکره، و هو الثانى عشر منا، یهسل الله له کل عسیر، و یذلل له کل صعب، و یظهر له کنوز الأرض، و یقرب له کل بعید، و یبیر به کل جبار عنید و یهلک على یده کل شیطان مرید، ذلک ابن سیدة الاماء الذى تخفى على الناس ولادته، و لا یحل لهم تسمیته حتى یظهره الله عزوجل فیملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت جورا و ظلما(6)

9 – النعمانى قال: أخبرنا على بن أحمد قال: حدثنا عبیدالله بن موسى، قال: حدثنا محمد بن موسى، عن أحمد بن أبى‏أحمد، عن ابراهیم بن هلال قال: «قلت لأبى الحسن علیه‏السلام: جعلت فداک مات أبى‏على هذا الأمر، و قد بلغت من السنین ما قد ترى أموت و لا تخبرنى بشى‏ء، فقال: یا أبااسحاق أنت تعجل؟ فقلت: اى والله أعجل و مالى لا أعجل و قد [کبر سنى و] بلغت أنا من السن ما قد ترى، فقال: أما و الله یا أبااسحاق ما یکون ذلک حتى تمیزوا و تمحصوا، و حتى لا یبقى منکم الا الأقل، ثم صعر کفه»(7)

10 – عنه، قال: أخبرنا محمد بن یعقوب، عن محمد بن یحیى، و أحمد بن ادریس، عن محمد بن أحمد، عن السیارى، عن الحسن بن على بن یقطین، عن أخیه الحسین، عن أبیه على بن یقطین قال: قال لى أبوالحسن موسى بن جعفر علیهماالسلام: یا على:

الشیعة تربى بالأمانى منذ مائتى سنة.

قال: و قال یقطین لابنه على بن یقطین: ما بالنا قیل لنا فکان، و قیل لکم فلم یکن – یعنى أمر بنى العباس -؟ فقال له على: ان الذى قیل لکم و لنا کان من مخرج واحد، غیر أن أمرکم حضر [وقته] فاعطیتم محضه فکان کما قیل لکم و ان أمرنا لم یحضر فعللنا بالأمانى، فلو قیل لنا: ان هذا الأمر لا یکون الا الى مائتى سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجع عامة الناس عن [الایمان الى] الاسلام، و لکن قالوا: ما أسرعه و ما أقربه، تألفا لقلوب النسا و تقریبا للفرج(8)

11 – عنه، قال: أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالک، قال: حدثنا الحسن بن على بن یسار الثورى، قال: حدثنا الخلیل بن راشد، عن على بن أبى‏حمزة قال: «زاملت أباالحسن موسى بن جعفر علیهماالسلام بین مکة و المدینة، فقال لى یوما: یا على لو أن أهل السماوات و الأرض خرجوا على بنى العباس لسقیت الأرض بدمائهم حتى یخرج السفیانى، قلت له: یا سیدى أمره من المحتوم؟ قال: نعم، ثم أطرق هنیئة، ثم رفع رأسه و قال: ملک بنى العباس مکر و خدع، یذهب حتى یقال: لم یبق منه شى‏ء، ثم یتجدد حتى یقال: ما مر به شى‏ء»(9)

12 – عنه، قال: حدثنا على بن الحسین قال: حدثنا محمد بن یحیى، عن محمد بن حسان الرازى عن محمد بن على الکوفى، عن على بن الحکم، عن على بن أبى‏حمزة، عن أبى‏بصیر، عن أبى‏جعفر الباقر علیه‏السلام «أن القائم یهبط من ثنیة ذى طوى فى عدة أهل بدر – ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا – حتى یسند ظهره الى الحجر الأسود، و یهز الرایة الغالبة».

قال على بن أبى‏حمزة: فذکرت ذلک لأبى الحسن موسی بن جعفر علیهماالسلام، فقال: «کتاب منشور»(10)

13 – روى المسعودى باسناده، عن هارون بن مسلم بن مسعدة باسناده عن العالم

علیه‏السلام أنه قال: قال رسول الله: ان الله تعالى اختار من الأیام یوم الجمعة و من اللیالى لیلة القدر و من الشهور شهر رمضان و اختارنى من الرسل و اختارمنى علیا و اختار من على الحسن و الحسین و اختار منهما تسعة تاسعهم قائمهم و هو ظاهرهم و هو باطنهم(11)

«احتجاج هشام بن الحکم فى امر الامامة و الغیبة»

14 – الصدوق قال: حدثنا أحمد بن زیاد الهمدانى، و الحسین بن ابراهیم بن ناتانة رضى الله عنهما قالا: حدثنا على بن ابراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن محمد بن أبى‏عمیر قال: أخبرنى على الأسوارى قال: کان لیحیى بن خالد مجلس فى داره یحضره المتکلمون من کل فرقة و ملة یوم الأحد، فیتناظرون فى أدیانهم، یحتج بعضهم على بعض، فبلغ ذلک الرشید، فقال لیحیى بن خالد: یا عباسى ما هذا المجلس الذى بلغنى فى منزلک یحضره المتکلمون؟ قال: یا أمیرالمؤمنین ما شى‏ء مما رفعنى به أمیرالمؤمنین و بلغ بى من الکرامة و الرفعة أحسن موقعا عندى من هذا المجلس، فانه یحضره کل قوم مع اختلاف مذاهبهم، فیحتج بعضهم على بعض و یعرف المحق منهم، و یتبین لنا فساد کل مذهب من مذاهبهم.

فقال له الرشید: أنا أحب أن أحضر هذا المجلس و أسمع کلامهم على أن لا یعلموا بحضورى فیحتشمونى و لا یظهروا مذاهبهم، قال: ذلک الى أمیرالمؤمنین متى شاء، قال: فضع یدک على رأسى أن لا تعلمهم بحضورى، ففعل [ذلک] و بلغ الخبر المعتزلة، فتشاوروا بینهم و عزموا على أن لا یکلموا هشاما الا فى الامامة لعلمهم بمذهب الرشید و انکاره على من قال بالامامة. قال: فحضروا، و حضر هشام، و حضر عبدالله بن یزید الاباضى و کان من أصدق الناس لهشام بن الحکم، و کان یشارکه فى التجارة، فلما دخل هشام سلم على عبدالله بن یزید من بینهم، فقال یحیى بن خالد لعبدالله بن یزید:

یا عبدالله کلم هشاما فیما اختلفتم فیه من الامامة.

فقال هشام: أیها الوزیر لیس لهم علینا جواب و لا مسألة ان هؤلاء قوم کانوا مجتمعین معنا على امامة رجل، ثم فارقونا بلا علم و لا معرفة، فلا حین کانوا معنا عرفوا الحق، و لا حین فارقونا علموا على ما فارقونا، فلیس لهم علینا مسألة و لا جواب.

فقال بیان – و کان من الحروریة -: أنا أسألک یا هشام، أخبرنى عن أصحاب على یوم حکموا الحکمین أکانوا مؤمنین أم کافرین؟ قال هشام: کانوا ثلاثة أصناف: صنف مؤمنون، و صنف مشرکون، و صنف ضلال، فأما المؤمنون فمن قال مثل قولى: ان علیا علیه‏السلام امام من عندالله عزوجل، و معاویة لا یصلح لها، فآمنوا بما قال الله عزوجل فى على علیه‏السلام و أقروا به.

و أما المشرکون فقدم قالوا: على امام، و معاویة یصلح لها، فأشرکوا اذ أدخلوا معاویة مع على علیه‏السلام.

و أما الضلال: فقوم خرجوا على الحمیة و العصبیة للقبائل و العشائر [ف] لم یعرفوا شیئا من هذا و هم جهال.

قال: فأصحاب معاویة ما کانوا؟ قال: کانوا ثلاثة أصناف: صنف کافرون، و صنف مشرکون، و صنف ضلال.

فأما الکافرون: فالذین قالوا: ان معاویة امام، و على لا یصلح لها، فکفروا من جهتین اذ جحدوا اماما من الله عزوجل، و نصبوا اماما لیس من الله.

و أما المشرکون: فقوم قالوا: معاویة امام، و على یصلح لها، فأشرکوا معاویة مع على علیه‏السلام.

و أما الضلال: فعلى سبیل أولئک خرجوا للحمیة و العصبیة للقبائل و العشائر. فانقطع بیان عند ذلک.

فقال ضررا: و أنا أسألک یا هشام فى هذا؟ فقال هشام: أخطأت قال: و لم؟ قال: لأنکم کلکم مجتمعون على دفع امامة صاحبى، و قد سألنى هذا عن مسألة و لیس لکم أن تثنوا بالمسألة على حتى أسألک یا ضرار عن مذهبک فى هذا الباب؟ قال ضرار: فسل،

قال: أتقول: ان الله عزوجل عدل لا یجور؟ قال: نعم هو عدل لا یجور تبارک و تعالى، قال: فلو کلف الله المقعد المشى الى المساجد و الجهاد فى سبیل الله، و کلف الأعمى قراءة المصاحف و الکتب أتراه کان یکون عادلا أم جائرا؟ قال ضرار: ما کان الله لیفعل ذلک، قال هشام: قد علمت أن الله لا یفعل ذلک و لکن ذلک على سبیل الجدل و الخصومة، أن لو فعل ذلک ألیس کان فى فعله جائرا اذ کلفه تکلیفا لایکون له السبیل الى اقامته و أدائه؟ قال: لو فعل ذلک لکان جائرا.

قال: فأخبرنى عن الله عزوجل کلف العباد دینا واحدا لا اختلاف فیه لا یقبل منهم الا أن یأتوا به کما کلفهم؟ قال: بلى، قال: فجعل لهم دلیلا على وجود ذلک الدین، أو کلفهم ما لا دلیل لهم على وجوده فیکون بمنزلة من کلف الأعمى قراءة الکتب و المقعد المشى الى المساجد و الجهاد؟ قال: فسکت ضرار ساعة، ثم قال: لا بد من دلیل و لیس بصاحبک؟ قال: فتبسم هشام و قال: تشیع شطرک و صرت الى الحق ضرورة و لا خلاف بینى و بینک الا فى التسمیة، قال ضرار: فانى أرجع القول علیک فى هذا، قال: هات، قال ضرار لهشام: کیف تعقد الامامة؟ قال هشام: کما عقد الله عزوجل النبوة، قال: فهو اذا نبى، قال هشام: لا لأن النبوة یعقدها أهل السماء، و الامامة یعقدها أهل الأرض، فعقد النبوة بالملائکة، و عقد الامامة بالنبى و العقدان جمیعا بأمر الله جل جلاله، قال: فما الدلیل على ذلک؟ قال هشام: الاضطرار فى هذا، قال ضرار: و کیف ذلک؟ قال هشام: لا یخلو الکلام فى هذا من أحد ثلاثة وجوه: اما أن یکون الله عزوجل رفع التکلیف عن الخلق بعد الرسول صلى الله علیه و آله، فلم یکلفهم و لم یأمرهم و لم ینههم فصاروا بمنزلة السباع و البهائم التى لا تکلیف علیها، أفتقول هذا یا ضرار ان التکلیف عن الناس مرفوع بعد الرسول صلى الله علیه و آله؟ قال: لا أقول هذا، قال هشام: فالوجه الثانى ینبغى أن یکون الناس المکلفون قد استحالوا بعد الرسول صلى الله علیه و آله علماء فى مثل حد الرسول فى العلم حتى لا یحتاج أحد الى أحد، فیکونوا کلهم قد استغنوا بأنفسهم، و أصابوا الحق الذى لا اختلاف فیه، أفتقول هذا ان الناس استحالوا علماء حتى صاروا فى مثل حد الرسول فى العلم بالدین حیت

لا یحتاج أحد الى أحد مستغنین بأنفسهم عن غیرهم فى اصابة الحق؟ قال: لا أقول هذا و لکنهم یحتاجون الى غیرهم.

قال: فبقى الوجه الثالث و هو أنه لا بد لهم من عالم یقیمه الرسول لهم لا یسهو و لا یغلط و لا یحیف، معصوم من الذنوب، مبرء، من الخطایا، یحتاج [الناس] الیه و لا یحتاج الى أحد، قال: فما الدلیل علیه؟ قال هشام: ثمان دلالات أربع فى نعت نسبه، و أربع فى نعت نفسه.

فأما الأربع التى فى نعت نسبه: فانه یکون معروف الجنس، معروف القبیلة، معروف البیت، و أن یکون من صاحب الملة و الدعوة الیه اشارة، فلم یر جنس من هذا الخلق أشهر من جنس العرب الذین منهم صاحب الملة و الدعوة الذى ینادى باسمه فى کل یوم خمس مرات على الصوامع «أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسول الله» فتصل دعوته الى کل بر و فاجر و عالم و جاهل، مقر و منکر، فى شرق الأرض و غربها و لو جاز أن تکون الحجة من الله على هذا الخلق فی غیرهذا الجنس لأتى على الطالب المرتاد دهر من عصره لا یجده، و لجاز أن یطلبه فى أجناس من هذا الخلق من العجم و غیرهم، و لکان من حیث أراد الله عزوجل أن یکون صلاح یکون فساد و لا یجوز هذا فى حکمة الله جل جلاله و عدله أن یفرض على الناس فریضة لا توجد، فلما لم یجز ذلک لم یجز أن یکون الا فى هذا الجنس لاتصاله بصاحب الملة و الدعوة، فلم یجز أن یکون من هذا الجنس الا فى هذه القبیلة لقرب نسبها من صاحب الملة وهیقریش،ولمالمیجزانیکون من هذاالجنسالافی هذه القبیلة لم یجز ان یکون من هذه القبیلة الا فی هذا البیت لقرب نسبه من صاحب الملة و الدعوة، و لما کثر أهل هذا البیت و تشاجروا فى الامامة لعلوها و شرفها ادعاها کل واحد منهم فلم یجز الا أن یکون من صاحب الملة و الدعوة اشارة الیه بعینه و اسمه و نسبه کیلا یطمع فیها غیره.

و أما الأربع التى فى نعت نفسه: فأن یکون أعلم الناس کلهم بفرائض الله و سننه و أحکامه حتى لا یخفى علیه منها دقیق و لا جلیل، و أن یکون معصوما من الذنوب کلها، و أن یکون أشجع الناس، و أن یکون أسخى الناس.

فقال عبدالله بن یزید الاباضى: من این قلت: انه أعلم الناس؟ قال: لأنه ان لم یکن عالما بجمیع حدود الله و أحکامه و شرائعه و سننه لم یؤمن علیه أن یقلب الحدود، فمن وجب علیه القطع حده، و من وجب علیه الحد قطعه، فلا یقیم لله عزوجل حدا على ما أمر به فیکون من حیث أراد الله صلاحا یقع فسادا.

قال: فمن أین قلت: انه معصوم من الذنوب؟ قال: لأنه ان لم یکن معصوما من الذنوب دخل فى الخطأ، فلا یؤمن أن یکتم على نفسه و یکتم على حمیمه و قریبه، و لا یحتج الله بمثل هذا على خلقه.

قال: فمن أین قلت: انه أشجع الناس؟ قال: لأنه فئة للمسملین الذى یرجعون الیه فى الحروب، و قال الله عزوجل: «و من یولهم یومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحیزا الى فئة فقد باء بغضب من الله» فان لم یکن شجاعا فر فیبوء بغضب من الله، و لا یجوز أن یکون من یبوء بغضب من الله عزوجل حجة الله على خلقه.

قال: [ف] من أین قلت انه أسخى الناس؟ قال: لأنه خازن المسلمین فان لم یکن سخیا تاقت نفسه الى أموالهم فأخذها فکان خائنا، و لا یجوز أن یحتج الله على خلقه بخائن.

فعند ذلک قال ضرار: فمن هذا بهذه الصفة فى هذا الوقت؟ فقال: صاحب القصر أمیرالمؤمنین. و کان هارون الرشید قد سمع الکلام کله، فقال عند ذلک: أعطانا و الله من جراب النورة، ویحک یا جعفر – و کان جعفر بن یحیى جالسا معه فى الستر – من یعنى بهذا؟ فقال: یا أمیرالمؤمنین یعنى به موسى بن جعفر، قال: ما عنى بها غیر أهلها، ثم عض على شفتیه و قال: مثل هذا حى و یبقى لى ملکى ساعة واحدة؟! فو الله للسان هذا أبلغ فى قلوب الناس من مائة ألف سیف، و علم یحیى أن هشاما قد انى فدخل الستر فقال: یا عباسى ویحک من هذا الرجل فقال: یا أمیرالمؤمنین حسبک تکفى تکفى، ثم خرج الى هشام فغمزه، فعلم هشام أنه قد اتى فقام یریهم أنه یبول أو یقضى حاجة فلبس نعلیه و انسل و مر ببیته و أمرهم بالتوارى و هرب و مر من فوره نحو الکوفة فوافى الکوفة و نزل على بشیر النبال – و کان من حملة الحدیث من أصحاب أبى‏عبدالله

علیه‏السلام – فأخبره الخبر، ثم اعتل علة شدیدة فقال له البشیر: آتیک بطبیب؟ قال: لا أنا میت، فلما حضره الموت قال لبشیر: اذا فرغت من جهازى فاحملنى فى جوف اللیل وضعنى بالکناسة و اکتب رقعة و قل: هذا هشام بن الحکم الذى یطلبه أمیرالمؤمنین، مات حتف أنفه.

و کان هارون قد بعث الى اخوانه و أصحابه فأخذ الخلق به، فلما أصبح أهل الکوفة رأوه، و حضر القاضى و صاحب المعونة و العامل و المعدلون بالکوفة، و کتب الى الرشید بذلک، فقال: الحمد لله الذى کفانا أمره فخلى عمن کان اخذ به(12)

قال المؤلف

انما أوردنا کلام هشام بن الحکم فى هذا الباب لان هشاما اخذه عن الامام ابى‏الحسن الکاظم علیه‏السلام، و رواه الصدوق رحمه الله فى باب ما أخبربه الکاظم علیه‏السلام فى امر الغیبة من کمال الدین.


1) العیون: 2 / 131.

2) علل الشرایع: 1 / 233 و الکافى: 1 / 336 و غیبة النعمانى: 154.

3) الخصال: 169.

4) کمال الدین: 360.

5) کمال الدین: 361.

6) کمال الدین: 368.

7) غیبة النعمانى: 208.

8) غیبة النعمانى: 295.

9) غیبة النعمانى: 302.

10) غیبة النعمانى: 315.

11) اثبات الوصیة: 260.

12) کمال الدین: 362.