ولکنه رغم کل مضایقاتهم، فان الامام «علیهالسلام» لا یتزحزح قید أنملة عن موقفه الذى یرفض الخضوع لحکام الجور، و یرفض مختلف أشکال التعامل معهم:
و قد روى عن خیران الخادم القراطیسى أنه قال: «و کان الریان بن شبیب قال لى: ان وصلت الى أبىجعفر «علیهالسلام»، قلت له: مولاک الریان بن شبیب یقرأ علیک السلام، و یسألک الدعاء له و لولده..
[فذکرت له ذلک]: فدعا له، و لم یدع لولده..
فأعدت علیه، فدعا له، و لم یدع لولده..
فأعدت علیه ثالثا، فدعا له، و لم یدع لولده..
فودعته و قمت..
فلما مضیت نحو الباب سمعت کلامه، و لم أفهم ما قال، و خرج الخادم فى أثرى، فقلت له: ما قال سیدى لما قمت؟
فقال لى: قال: من هذا الذى یرى أن یهدى نفسه؟
هذا ولد فى بلاد الشرک، فلما أخرج منها سار الى من هو شر منهم، فلما أراد الله أن یهدیه هداه..»(1)
فهو یرفض الدعاء لهذا الشخص، لمجرد أنه مع الظالمین، و هو یرى أن هؤلاء الظالمین أشر من أهل الشرک فى بلاد الشرک!!
فکم کان یعانى صلوات الله و سلامه علیه، من أذى فى تلک الأجواء التى کان یسعى أولئک الظالمون لاثارتها من حوله..
هذا.. و یلاحظ: أنه «علیهالسلام» لا یزال یلمح و یصرح بادانة الظلم، والظالمین، و المعینین لهم، و الراضین بظلمهم، فقد روى «علیهالسلام» عنه أنه قال:
«العامل بالظلم، و المعین له، و الراضى به، شرکاء»(2)
و قال: «یوم العدل على الظالم أشد من یوم الجور على المظلوم»(3)
1) رجال الکشى ص 609 و 610 و البحار ج 50 ص 107.
2) کشف الغمة ج 3 ص 138.
3) المصدر السابق و کذا الأحادیث التالیة.