1- قال الشیخ ابوجعفر الطوسى: اخبرنا جماعة عن ابىاحمد هارون بن موسى التلعکبرى قال: حدثنا محمد بن احمد بن مخزوم قال: أخبرنا الحسن بن على العدوى عن محمد بن صدقة العنبرى عن ابىابراهیم موسى بن جعفر علیهماالسلام قال: یوم المباهلة الیوم الرابع و العشرون من ذىالحجة تصلى فى ذلک الیوم ما أردت من الصلاة و کلما صلیت رکعتین استغفرت الله تعالى بعقبهما سبعین مرة ثم تقوم قائما و تؤمى بطرفک فى موضع و تقول و انت على غسل:
الحمد لله رب العالمین الحمد لله فاطر السموات و الأرض الحمد لله الذى له ما فى السموات و الأرض الحمد لله الذى خلق السموات و الارض و جعل الظلمات و النور ثم الذین کفروا بربهم یعدلون الحمد لله الذى عرفنى ما کنت به جاهلا و لو لا تعریفه ایاى لکنت هالکا اذ قال و قوله الحق: «قل لا أسألکم عله اجرا الا المودة فى القربى» فبین لى القرابة.
فقال سبحانه: «انما یرید الله لیذهب عنکم الرجس اهل البیت» بعد القرابة ثم قال تعالى مبینا عن الصادقین الذین أمرنا بالکون معهم و الرد الیهم بقوله سبحانه: «یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله و کونوا مع الصادقین» فأوضح عنهم و أبان عن صفتهم بقوله جل ثناؤه: «قل تعالوا ندع ابنائنا و ابنائکم و نسائنا و نساءکم و انفسنا و انفسکم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الکاذبین».
فلک الشکر یا رب و لک المن حیث هدیتنى و ارشدتنى حتى لم یخف على الاهل و البیت و القرابة فعرفتنى نسائهم و اولادهم و رجالهم اللهم انى اتقرب الیک بذلک المقام الذى لا یکون اعظم منه فضلا للمؤمنین و لا اکثر رحمة لهم بتعریفک ایاهم شأنه و اباننک فضل اهله.
الذین بهم ادحضت باطل اعداءک و ثبت بهم قواعد دینک و لو لا هذا المقام المحمود الذى انقذتنا به و دللتنا على اتباع المحقین من اهل بیت نبیک الصادقین عنک الذین عصمتهم من لغو المقال و مدانس الافعال لخصم اهل الاسلام و ظهرت کلمة الالحاد و فعل اولى العناد فلک الحمد و لک المن و لک الشکر على نعمائک و ایادیک.
اللهم فصل على محمد و آل محمد الذین افترضت علینا طاعتهم و عقدت فى رقابنا ولایتهم و اکرمتنا بمعرفتهم و شرفتنا باتباع اثارهم و ثبتنا بالقول الثابت الذى عرفونا فأعنا على الاخذ بما بصرونا و اجز محمدا عنا افضل الجزاء بما نصح لخلقک و بذل وسعه فى ابلاغ رسالاتک و احظر بنفسه فى اقامة دینک و على اخیه و وصیه و الهادى الى دینه و المقیم سنته على امیرالمؤمنین صلوات الله علیه و صل على الائمة من ابنائه الصادقین الذین وصلت طاعتهم بطاعتک و ادخلنا بشفاعتهم دار الکرامة یا ارحم الراحمین.
اللهم هؤلاء اصحاب الکساء و العباء یوم المباهلة اجعلهم شفعاءنا اسألک بحق ذلک المقام المحمود المشهود ان تغفر لى و تتوب على انک انت التواب الرحیم.
اللهم انى اشهد ان ارواحهم و طینتهم واحدة و هى الشجرة التى طاب أصلها و فرعها و اغصانها و اوراقها اللهم ارحمنا بحقهم و اجرنا من مواقف الخزى فى الدنیا و الآخرة بولایتهم و اوردنا مورد الأمن من أهوال یوم القیامة بحبهم و اقرارنا بفضلهم و اتباعنا
آثارهم و اهتدائنا بهداهم و اعتقادنا من توحیدک و وقفونا علیه من تعظیم شأنک و تقدیس اسماءک و شکر الآءک و نفى الصفات ان تحلک و العلم ان یحیط بک و الوهم ان یقع علیک.
فانک اقمتهم حججا على خلقک و دلائل على توحیدک و هداة تنبه على امرک و تهدى الى دینک و توضح ما اشکل على عبادک و بابا للمعجزات التى یعجز عنها غیرک و بها تبین حجتک و تدعو الى تعظیم السفیر بینک و بین خلقک و انت المتفضل علیهم حیث قربتهم من ملکوتک و اختصصتهم بسرک و اصطفیتهم لوحیک و اورثتهم غوامض تاویلک.
رحمة لخلقک و لطفا بعبادک و حنانا على بریتک و علما تنطوى علیه ضمائر امناءک و ما یکون من شأن صفوتک و طهرتهم فى منشائهم و مبتدئهم و حرستهم من نفث نافث الیهم و أریتهم برهان على من عرض بسوء لهم فاستجابوا لأمرک و شغلوا انفسهم بطاعتک و ملؤا اجزائهم من ذکرک و عمروا قلوبهم بتعظیم امرک و جزؤا اوقاتهم فیما یرضیک و اخلوا دخائلهم من معاریض الخطرات الشاغلة عنک.
فجعلت قلوبهم مکامن لارادتک و عقولهم مناصب لامرک و نهیک و السنتهم تراجمة لسنتک ثم اکرمتهم بنورک حتى فضلتهم من بین اهل زمانهم و الاقربین الیهم فخصصتهم بوحیک و انزلت الیهم کتابک و امرتنا بالتمسک بهم و الرد الیهم و الاستنباط منهم.
اللهم فانا قد تمسکنا بهم فارزقنا شفاعتهم حین یقول الخائبون فمالنا من شافعین و لا صدیق حمیم و اجعلنا من الصادقین المصدقین لهم المنتظرین لایامهم الناظرین الى شفاعتهم و لا تضلنا بعد اذ هدیتنا و هب لنا من لدنک رحمة انک انت الوهاب آمین رب العالمین.
اللهم صل على محمد و على اخیه و صنوه امیرالمؤمنین و قبلة العارفین و علم المهتدین و ثانى الخمسة المیامین الذین فخر بهم الروح الامین و باهل الله بهم المباهلین فقال و هو اصدق القائلین: «فمن حاجک فیه من بعد ما جائک من العلم فقل تعالوا ندع ابنائنا و ابناءکم و نسائنا و نساءکم و انفسنا و انفسکم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الکاذبین».
ذلک الامام المخصوص بمواخاته یوم الاخاء و المؤثر بالقوت بعد ضر الطوا و من شکر الله سعیه فى اهل أتى و من شهد بفضله معادوه و اقر بمناقبه جاحدوه و مولى الانام و مکسر الاصنام و من لم تاخذه فى الله لومة لائم صلى الله علیه ما طلعت شمس النهار و اورقت الاشجار و على النجوم المشرقات من عترته و الحجج الواضحات من ذریته.(1)
1) المصباح: 534.