و قد استطاع الامام السجاد علیه الصلاة و السلام، الذى واجه الردة عن الخط الاسلامى الصحیح على أوسع نطاق، حیث لم یکن یعترف بامامته فى وقت ما سوى ثلاثة أشخاص، حسبما روى(1) – استطاع – أن
یبعث النور، و یزرع بذرة الخیر من جدید، و أن یتابع المسیرة، من خلال ترکیز خط الامامة فى الأمة، حتى تمکن أخیراً من تهیئة الظروف و المناخات الملائکة لقیام نهضة دینیة، علمیة، ثقافیة، و تربویة على نطاق واسع، من شأنها: أن تعرف الناس، کل الناس على الاسلام الحق، و على التعالیم الالهیة الصحیحة، التى أرید لها أن تبقى رهن الأبهام و الغموض، و لکن الله یأبى إلا أن یتم نوره، و لو کره الکافرون..
ثم جاءت مدرسة الإمامین: الباقر و الصادق علیهما الصلاة و السلام، لتکون الثمار الجنیة، و النتیجة المرضیة و الرضیة للجهود الجبارة، التى کان الامام السجاد علیه الصلاة و السلام قد بذلها فى هذا السبیل، و روتها و غذتها دماء أبىالشهداء و صحبه الأبرار فى کربلاء(2)
1) هم: أبوخالد الکابلى، و یحیى ابن أمالطویل، و جبیر بن مطعم (و لعل الصحیح: حکیم بن جبیر) ثم ان الناس لحقوا و کثروا. راجع: ترجمة هؤلاء فى کتب الرجال و التراجم.
2) راجع فیما تقدم، من أجل التعرف على جانب من الدور الذى قام به الامام السجاد علیه الصلاة و السلام… مقالا لنا بعنوان: «الامام السجاد باعث الاسلام من جدید» فى کتابنا: «دراسات و بحوث فى التاریخ و الاسلام» ج 1.