و هذا معناه: أن عودتهم الى الوقف لم یکن بسبب صغر سن الامام الجواد «علیهالسلام»، اذ لو کان الأمر کذلک لکان اللازم علیهم الوقف على الامام الرضا «علیهالسلام»، لا العودة الى الوقف على الامام الکاظم «علیهالسلام»..
کما أن الذین قالوا بامامة أحمد بن موسى، لم یکن قولهم بامامته الا امتدادا لانتقالهم الیه من أبیه موسى مباشرة، ثم أظهروا القول بامامة الرضا «علیهالسلام» انسیاقا مع التیار، لا عن قناعة حقیقیة به، ثم عادوا الى ما کانوا علیه کما سیوضحه لنا النصان التالیان:
قال النوبختى و غیره: «و کان سبب الفرقتین، اللتین ائتمت واحدة منهما بأحمد بن موسى، و رجعت الأخرى الى القول بالوقف: أن أباالحسن الرضا «علیهالسلام» توفى، و ابنه محمد ابن سبع سنین، فاستصبوه، و استصغروه، و قالوا: لا یجوز الامام الا بالغا»(1)
و على حد تعبیر الشهرستانى: «ان من الشیعة من قال بامامة أحمد بن موسى بن جعفر، دون أخیه على الرضا. و من قال بعلى، شک أولا فى محمد بن على، اذ مات أبوه و هو صغیر، غیر مستحق للامامة، و لا علم عنده بمناهجها، و ثبت قوم على امامته»(2)
و بذلک یعلم: أن سعیهم لابطال امامة الجواد «علیهالسلام» قد جاء على سبیل الکید و المناکدة، و لم یکن صغر سنه هو السبب الحقیقى فى عودتهم الى الوقف على الامام الکاظم «علیهالسلام»، أو الى امامة ولده أحمد.. اذ لو کانوا صادقین فى ذلک، لکان علیهم أن یعترفوا بامامة الامام الرضا «علیهالسلام» کما أشرنا الیه..
1) فرق الشیعة ص 98 – 97، و المقالات و الفرق ص 95 و الفصول المختارة من العیون و المحاسن ص 256، و نظریة الامامة ص 390 عن النوبختى.
2) الملل و النحل ج 1 ص 169.