نعم.. و هذا هو ما حصل بالفعل، فلقد خاض المناوئون لخط الامامة، فى أمر سن الامام علیه التحیة و السلام، و جعلوا ذلک من جملة المآخذ،
وسعوا عن طریق ذلک، الى التشکیک فى الامامة، و الزعامة، و النیابة له «علیهالسلام» عن رسولالله «صلى الله علیه و آله»، فى قیادة الأمة، و هدایتها..
و لقد سأل البعض، الامام الجواد «علیهالسلام»، فقال له: «انهم یقولون فى حداثة سنک؟
فقال: ان الله تعالى أوحى الى داود أن یستخلف سلیمان، و هو صبى یرعى الغنم الخ..»(1)
«و قال له على بن حسان: یا سیدى، ان الناس ینکرون علیک حداثة سنک؟!
فقال: و ما ینکرون من ذلک قول الله عزوجل؟!.. لقد قال الله عزوجل لنبیه «صلى الله علیه و آله»: (قل هذه سبیلى أدعوا الى الله على بصیرة أنا و من اتبعنى).. فوالله، ما اتبعه الا على، و له تسع سنین. و أنا ابن تسع سنین»(2)
و أخیرا.. فان البعض قد صرح فى هذا المقام بقوله:
«مات أبوه، فخلفه فى الامامة، و هو ابن تسع سنین، فأنکر جمهور المسلمین على الشیعة ولایة الأئمة، و الأخذ عنهم، و هو فى الصبا، و لاسیما
أن العادات العربیة تجعل للسن أهمیة فى ولایة الأمور، فکانت امامته – و لم یبلغ سن الرشد – أخطر مشکلة واجهت الشیعة، بالنسبة لشخص الجواد»..(3)
1) الکافى ج 1 ص 314.
2) الکافى ج 1 ص 415، فاستدلاله علیهالسلام ناظر الى ما هو المعروف عند غیر الشیعة، من قلة سن على علیهالسلام حین اسلامه، فهو استدلال الزامى للطرف الآخر بما یعتقده بالدرجة الأولى.
3) نظریة الامامة ص 390.