جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

ارشاده وتوجیهه

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

إنّ إرشاد الناس الى الحق وهدایتهم الى الصواب من أهم الأمور الاصلاحیة التی کان الإمام یعنى بها، فقد قام بدور مهم فی انقاذ جماعة ممن أغرّتهم الدنیا وجرفتهم بتیّاراتها. وببرکة ارشاده ووعظه لهم ترکوا ما هم فیه من الغیّ والضلال وصاروا من عیون المؤمنین. وقد ذکر المؤرخون بوادر کثیرة له فی هذا المجال فقد رووا قصته مع بشر الحافی، إذ کان فی بدایة أمره ـ فیما یقول الرواة ـ یتعاطى الشراب ویقضی لیالیه وأیامه فی المجون والدعارة فتاب ببرکة إرشاد الإمام(علیه السلام) وتوجیهه کما سوف نشیر الى قصّته مع الإمام (علیه السلام) فیما سیأتی(1)

وممن أرشدهم الإمام(علیه السلام) الى طریق الحق: الحسن بن عبدالله، فقد کان شخصیة مرموقة عند الملوک زاهداً فی الدنیا، یأمر بالمعروف وینهى عن المنکر لا تأخذه فی الله لومة لائم، فاجتمع بالامام فقال(علیه السلام) له:

یا أبا علی، ما أحب الیّ ما أنت علیه، وأسرنی به، إلا أنه لیست لک معرفة فاطلب المعرفة.

قال: وما المعرفة؟

فقال له: تفقّه واطلب الحدیث.

فذهب الرجل فکتب الحدیث عن مالک وعن فقهاء أهل المدینة، وعرضه على الإمام فلم یرض (علیه السلام)، وأرشده الى فقه أهل البیت وأخذ الأحکام منهم، والاعتراف لهم بالامامة فانصاع الرجل لذلک واهتدى(2)

لقد کان (علیه السلام) یدعو الناس الى فعل الخیر ویدلّهم على العمل الصالح ویحذرهم لقاء الله والیوم الآخر، فقد سمع رجلا یتمنّى الموت فانبرى(علیه السلام) له قائلا: «هل بینک وبین الله قرابة یحابیک لها؟

فقال: لا.

فقال له(علیه السلام): فأنت إذن تتمنّى هلاک الأبد»(3)


1) راجع تمام القصة فی الفصل الثّانی من الباب الثّالث: 80.

2) المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 312.

3) الاتحاف بحب الأشراف: 55.