1- قال الطبرى: حدثنى القاضى أبوالفجرج المعافى قال: حدثنا أحمد بن اسماعیل الکاتب قال: کان بحضرة باب الرشید رجل من الأنصار یقال له نقیع و کان عریضا و کان آدم بن عبدالعزیز شاعرا طریفا فاتفقنا بباب الرشید و حضر موسى بن جعفر على حمار له فلما قرب قام الحاجب الیه فأدخله من الباب فقال نقیع لآدم من هذا؟ فقال أو ما تعرفه؟ قال: لا، قال: هذا شیخ آل ابىطالب الیوم هذا فلان بن فلان.
فقال: تبا لهؤلاء القوم یکرمون هذا الاکرام من یقصد لیزیلهم عن سریرهم اما انه اذا خرج لاسؤنه قال: فقال آدم: لا تفعل ان هؤلاء قوم قد اعطاهم الله(1) رجل حظا فى السنتهم و قل ما ناوأهم انسان أو تعرض لهم الا و وسموه بسمة سوء فقال له: سترى و خرج موسى فوثب الیه نقیع فأخذ بلجام حماره و قال له: من أنت؟
فقال: بوقار أن کنت ترید النسب فأنا ابنمحمد حبیبالله بن اسماعیل ذبیحالله ابن ابراهیم خلیلالله و ان کنت ترید البیت فهو البیت الذى اوجب الله جل ذکره على المسلمین کافة و علیک ان کنت منهم ان تحجوا الیه ان کنت ترید المنافرة فوالله ما رضوا مشرکوا قومى بمسلمى قومک أکفاء حتى قالوا: یا محمد اخرج الینا اکفاءنا من قریش قال: فاسترخت أصابعه من اللجام و ترکه.(2)
2- قال السید المرتضى: أخبرنا ابوعبدالله المرزبانى قال: حدثنى عبدالواحد بن محمد الخصیبى قال: حدثنى: أبوعلى أحمد بن اسماعیل قال: حدثنى أیوب بن الحسین الهاشمى قال: قدم على الرشید رجل من الأنصار، یقال له نفیع – و کان عریضا – قال: فحضر باب الرشید، و معه عبدالعزیز بن عمر بن عبدالعزیز، و حضر موسى بن
جعفر علیهماالسلام على حمار له، فتلقاه الحاجب بالبر و الاکرام، و أعظمه من کان هناک، و عجل له الاذن، فقال نفیع لعبدالعزیز: من هذا الشیخ؟ قال: أو ما تعرفه؟ قال: لا.
قال: هذا شیخ آل أبىطالب، هذا موسى بن جعفر، قال: ما رأیت أعجز من هؤلاء القوم؟ یفعلون هذا برجل یقدر أن یزیلهم عن السریر! أما لئن خرج لأسوءنه، فقال له عبدالعزیز: لا تفعل، فان هؤلاء أهل بیت قلما تعرض لهم أحد فى خطاب الا و سموه بالجواب سمة یبقى عارها علیه مدى الدهر.
قال: و خرج موسى بن جعفر علیهماالسلام، فقام الیه نفیع الأنصارى، فأخذ بلجام حماره ثم قال له: من أنت؟ فقال له: یا هذا، ان کنت ترید النسب فأنا ابنمحمد حبیبالله ابن اسماعیل ذبیحالله بن ابراهیم خلیلالله، و ان کنت ترید البلد، فهو الذى فرض الله على المسلمین و علیک – ان کنت منهم – الحج الیه، و ان کنت ترید المفاخرة، فوالله ما رضى مشرکو قومى مسلمى قومک أکفاء لهم حتى قالوا: یا محمد، أخرج الینا أکفاءنا من قریش؛ خل عن الحمار، قال: فحلى عنه و یده ترعد، و انصرف بخزى، فقال له عبدالعزیز: ألم أقل لک!(3)
1) کذا بیاض فى الاصل.
2) دلائل الامامة: 156.
3) امالى المرتضى: 1 / 275.